مصر تطلق مشروعًا إنسانيًا لعلاج مرضى الكُلى السودانيين بالتعاون مع السعودية ومنظمة الصحة العالمية

كتب - عاطف السيد

وزير الصحة والسكان

أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الإثنين، عن إطلاق مشروع نوعي لدعم مرضى القصور الكلوي من الأشقاء السودانيين المقيمين في مصر، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

رسالة إنسانية من القاهرة.. وعلاج مجاني لمرضى الكلى السودانيين

وأكد عبدالغفار أن المشروع يهدف إلى توفير الرعاية الصحية المستمرة والأدوية الضرورية، وعلى رأسها مثبطات المناعة لمرضى زراعة الكلى، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تُترجم التزام الدولة المصرية بدورها الإقليمي والإنساني، خاصة تجاه الأشقاء السودانيين، الذين يشكلون نحو نصف عدد الوافدين المقيمين في مصر، والبالغ عددهم 10 ملايين.

أزمة إنسانية متفاقمة.. والمشروع يستجيب للفجوة العلاجية

من جانبه، أوضح الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أن أكثر من 600 مريض سوداني يخضعون لجلسات غسيل كلوي بمراكز مصرية، إضافة إلى 500 مريض زراعة كلى يحتاجون إلى أدوية مستمرة ومرتفعة الثمن، وهو ما شكّل "فجوة خطيرة" بعد تدفقات النزوح من السودان وغزة، محذرًا من أن أي انقطاع في العلاج قد يهدد حياة هؤلاء المرضى.

خريطة المشروع: خمس محافظات في مقدمة الدعم

سيركز المشروع الإنساني على المحافظات الكبرى التي تستقبل أعدادًا كبيرة من المرضى السودانيين، وهي:
القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الأقصر، وأسوان، حيث سيتم دعم مراكز الغسيل الكلوي وتوفير الأدوية الحيوية وتخفيف العبء عن المرضى وأسرهم.

السعودية تؤكد التزامها الإنساني.. ومركز الملك سلمان: هذا مجرد البداية

في كلمته خلال التدشين، أكد الدكتور عبدالله بن صالح، ممثل مركز الملك سلمان للإغاثة، أن هذا المشروع يأتي في إطار الاستجابة العاجلة للأزمة السودانية، ويُعد باكورة تعاون مستمر مع مصر لتقديم الدعم الإنساني للفئات الأشد احتياجًا.

كما أشار السفير عبدالعزيز بن عبدالله، مندوب المملكة لدى جامعة الدول العربية، إلى أن النهج الإنساني للمملكة أصبح علامة فارقة على المستوى الإقليمي والدولي، موجّهًا الشكر للسلطات المصرية على جهودها في إنجاح المشروع.

السودان: المشروع يجسد الأخوّة العربية والتكافل الحقيقي

أعرب الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى، سفير السودان لدى مصر، عن تقديره العميق لهذه المبادرة، مشيدًا بالتنسيق المشترك بين القاهرة والرياض، ومعتبرًا أن المشروع يمثل بارقة أمل لآلاف المرضى السودانيين الذين يعانون في ظل الظروف القاسية داخل وطنهم وخارجه.

مصر: التزام مستمر ومظلة رعاية شاملة

اختتم الدكتور خالد عبدالغفار تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستواصل دعمها الكامل للأشقاء السودانيين، ليس فقط في الإعاشة، بل أيضًا في توفير فرص العلاج والرعاية الصحية دون تمييز، مؤكدًا أن هذا المشروع يفتح الباب أمام مبادرات إنسانية أخرى لتخفيف المعاناة وتكريس مبدأ أن "الإنسان أولًا".